المحو وهو كتابة القران أو دعاء على شئ طاهر بمداد طاهر ثم غسله بالماء وشربه
حكمه
جائز في الشرع لورود أدلة وآثار عن الصحابة والتابعين في ذلك منها
روى ليث عن مجاهد قال: لا بأس ان تكتب القرآن ثم تسقيه المريض.تفسير القرطبي ج1 ص31
وعن ابي جعفر قال: من وجد في قلبه قساوة فليكتب " يس " في جام بزعفران ثم يشربه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئا من كتاب الله وذكره بالمداد المباح ويغسل ويسقى كما نص على ذلك أحمد وغيره قال عبد الله بن أحمد : قرأت على أبي ثنا يعلى بن عبيد ؛ ثنا سفيان ؛ عن محمد بن أبي ليلى عن الحكم ؛ عن سعيد بن جبير ؛ عن ابن عباس قال : إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب : بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } . قال أبي : ثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه وقال : يكتب في إناء نظيف فيسقى قال أبي : وزاد فيه وكيع فتسقى وينضح ما دون سرتها قال عبد الله : رأيت أبي يكتب للمرأة في جام أو شيء نظيف . وقال أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري : أنا الحسن بن سفيان النسوي ؛ حدثني عبد الله بن أحمد بن شبوية ؛ ثنا علي بن الحسن بن شقيق ؛ ثنا عبد الله بن المبارك ؛ عن سفيان ؛ عن ابن أبي ليلى ؛ عن الحكم ؛ عن سعيد بن جبير ؛ عن ابن عباس قال : إذا عسر على المرأة ولادها فليكتب : بسم الله لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم ؛ سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم ؛ والحمد لله رب العالمين { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } .
المصدر : مجموع فتاوى ابن تيمية (4/187)
===============
قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/170) عن الرقية من العَيْن :"ورأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة ، ويُذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثرٌ من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع" انتهى
وهناك بعض الفتاوى المعاصرة التي تدل على إباحة المحو في آخر البحث
===
طريقة كتابة المحو
وطريقته تنوعت فمما ورد الينا أنهم كانوا يكتبون على الآتي:
1- 1- يكتبون على جام أي صحن كما هو في اللغة وقد يكون من أي شئ من زجاج او نحاس او حديد
2- 2- يكتبون على لوح وهو لوح الكتابة كما كانوا يكتبون في السابق وبقيت هذه الطريقة الى يومنا هذا وموجودة في السودان وإفريقيا على وجه الخصوص
3- 3- يكتبون على قماش ثم يغسلونه .
4- 4- يكتبون على زجاج لسهولة الكتابة والمحو ولكنه صعب في الحمل والحماية من الكسر.
5- يكتبون على ورق وهذا في عهد قريب لسهولة الكتابة على الورق فلأجل أن يكتب في صحن فإنه يحتاج الى 100 صحن مثلا ليكتب ماتتسع 10 ورقات لكتابته ولأجل أن يحمل هذه الصحون أو يغسل الصحن ليكتب فيه مرة اخرى مشقة عظيمة وأيضا مشقة لوأراد حملها أو ارسالها بخلاف الورق فيسهل حمل الف ورقة مكتوبة ولا يحتاج الى غسلها مباشرة بل تبقى في أي مكان وهكذا بقي الورق متصدرا لهذا الأمر ومتداولا الى الآن.
ماهي مادة كتابة المحو
يظن الكثير أنه لابد من كتابة المحو بالزعفران وأنه لاينفع بشئ آخر ولكن الصحيح:
1-أنه يكتب بأي مداد مباح مداد ليس فيه ضرر على الصحة ففي السابق كان التشديد الا يكتب بالدم أو البول كما يفعل السحرة لأنه نجس ولا يجوز ونزيد على ذلك في هذا الزمان ألا يكتب بالأحبار الموجودة من أجل أن يشرب المحو ولكن يمكن الاستفادة منه في الاستحمام بها فقط أي خارجيا
2-أنهم كانوا ولازالوا يكتبون المحو بالزعفران وغير الزعفران سواء كان بالمداد الأسود الذي يكتبون به على الألواح وهو مكون من مواد طاهرة (فحم نباتي مطحون وماء وصمغ عربي ) مع اختلاف الوصفات
3- إذا الضابط في هذا الأمر كما ذكر العلماء أن يكون بمداد طاهر وعلى شئ طاهر وبقلم أوقصب أوأي شئ يكتب به طاهرا ولو كتب باصبعه أو عود أو أي شئ ينتج عنه خط يقرأ
4- كانوا يكتبون بالمداد الأسود الطبيعي والى الآن وكانوا يكتبون بالزعفران ويكتبون بدم الأخوين (ويعرف أيضاً بدم الغزال ودم الثعبان وصمغ البلاط ودم التنين وعروق حمراء ودم التيس والشيان والأيدع) وهو يزعج الجن أكلاً أو شرباً .
5- القصد أن يكتب بكل ماهو مباح فأي لون مكوناته طبيعية وليس منها ضرر ممكن أن نستخدمه وعلى هذا لانقتصر على الزعفران وخاصة أن أكثر مافي السوق مغشوس حتى مايسمونه بالأصلي والذي يعرف كيف يكون الزعفران الأصلي علم أن الذي مسماه عندنا أصلي أنه فيه نسبة ليست زعفرانا ولابد
6- تخفيفا على أكثر الناس الآن ومستقبلا وهذا مالابد أن ينظر اليه حتى لايصبح الأمر صعبا فهو الآن صعب يمكن الكتابة بدم الأخوين بلونه الأحمر ويمكن الكتابة بالكركم (الهرد) وأيضا بالكركديه وايضا بالراوند والحناء وتركيبات من بعضها البعض وكلها رخيصة وفي متناول الجميع
7- ممكن طباعته بالمطبعة أو بأختام أو بالطابعات شرط أن يكون الحبر مباح وعلى أي لون
8- ليس هناك فرق بين الخط الصغير الواضح أو الكبير سواء في الكتابة أو الطباعة
============================================
أختام عليها بعض الآيات
رقم الفتوى (12852)
موضوع الفتوى أختام عليها بعض الآيات
السؤال س: يلجأ بعض المعالجين بإصدار أختام ببعض آيات الكتاب العزيز وبيعها بأسعار خيالية، فما حكم ذلك ؟
الاجابـــة الكتابة على الأختام سهلة يسيرة يتمكن منها الكثير من الكتاب وتباع عادة بسعر مناسب، لكن العادة أن الختم لصغره لا يتسع لكتابة آيات طويلة أو كثيرة . ثم إن كان القصد من كتابتها حمل المريض لها واعتبارها كحرز وحجاب فلا يجوز؛ لدخولها في التمائم المنهي عنها . وإن كان القصد الكتابة بها بحيث يبلها بمداد الأصطب ثم يضعها على ورقة ونحوها ؛ كما يفعل من يكتب الآيات لمحوها فلا مانع من ذلك ، ولا يجوز استصحابها في بيوت التخلي ونحوها وليس لمن يعملها التكسب بها ؛ فإن ذلك يقلل من الاستفادة منها .
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
==========================
هل يجوز التداوي من مرض بكتابة آيات من القرآن على لوح خشبي ثم تمحى بماء يسقى به المريض؟ وهل يجوز أخذ الأجرة عن هذا العمل؟
الفتوى :
يرى بعض العلماء أنه لا بأس بكتابة القرآن على شيء طاهر، ويغسل هذا المكتوب، ويشربه المريض للاستشفاء بمثل هذا؛ لأنه داخل في الرقية كما ذكر هذا عنهم العلماء في كتبهم وفتاويهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى"([1]) وكذلك العلامة ابن القيم في "زاد المعاد"([2]) وغيرهم من أهل العلم، ولكن الأولى أن تكون الرقية بالقراءة على المريض مباشرة بأن يقرأ القرآن وينفث على المريض أو على محل الإصابة هذا هو الأفضل والأكمل.وأما أخذ الأجرة على كتابة العزائم من القرآن على الصفة المذكورة فلا بأس بذلك أيضًا. لأن أخذ الأجرة على الرقية جائز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الصحابة الذين أخذوا الجعل على الرقية... كما جاء ذلك في الحديث الصحيح في قصة اللديغ([3]).
([1]) انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (19/ 64، 65).
([2]) انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (4/170، 171).
([3]) انظر: "صحيح الإمام البخاري" (7/23) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 2/ ص 145) [ رقم الفتوى في مصدرها: 120]
=====================================
حكم كتابة آيات من القرآن وشربها للعلاج
السؤال : هل يجوز كتابة القران وشربه للعلاج ؟
الإجابة : لا نعلم مانع من ذلك، وإن كان الأفضل أن يقرأ على المريض, وينفث على نفسه, أو يقرأ عليه أخوه على يده أو رجله أو موضع الألم منه كما النبي يفعل-عليه الصلاة والسلام-، لكن إذا قرأ في ماءٍ وشربه أورش به، أو كتب آيات ودعوات في إناء في الزعفران أو في ورقة وغسله وشربه لا بأس فعل جمع من السلف وذكره ابن القيم وغيره من السلف، فلا حرج في ذلك، ولكن الأفضل والأولى والأنفع هو ما كان فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، كان يقرأ على المريض وينفث على المريض، وكان يقرأ على نفسه وينفث على نفسه إذا أحس بشيء عليه الصلاة والسلام، وكان إذا أراد النوم نفث على يديه ومسح بهما ما أقبل من جسده، ولما مرض مرضه الأخير عليه الصلاة والسلام، صارت عائشة تفعل ذلك، تأخذ بيديه وتقرأ في يديه وتمسح بهما على ما أقبل من جسده عليه الصلاة والسلام، عملاً بما كان يعمل في صحته عليه الصلاة والسلام. وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في ماء لثابت بن قيس بن شماس، ثم صبه عليه، عليه الصلاة والسلام .
عبد العزيز ابن باز ( رحمه الله )
مصدر الفتوى
فتاوى نور على الدرب (نصية) للشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى:
السؤال:
بارك الله فيكم في سؤاله الثاني يقول اسأل عن المحاية التي تكتب على اللوح من القرآن وتشرب من أجل الشفاء أفيدوني في هذا السؤال جزاكم الله خيرا
الجواب :
الشيخ : كان بعض السلف يكتب بالزعفران في الإناء أو نحوه ثم يخضه بالماء ويشربه المريض ويحصل به الشفاء إن شاء الله وهذا يدخل في عموم قول الله تبارك تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فإن قوله تعالى (ما هو شفاء) يعم الشفاء القلبي والبدني أي يعم الشفاء من الأمراض القلبية كالشك والشرك والعداوة للمؤمنين والبغضاء لهم وما أشبه ذلك وكذلك من الأمراض الجسدية كالصداع والألم وما أشبه ذلك فالقرآن كله خير كله شفاء فإذا استشفى به الإنسان على وجهٍ من الوجوه وانتفع به فهذا محل الغرض
================================
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم كتابة القرآن في أوراق وبلّها في الماء ثم شرب الماء؟
________________________________________
الجواب: هذه فعلها بعض السلف, يكتب للمريض إما في أوراق وتبل وتشرب, وإما في صحن أو إناء يكتب بزعفران ثم يرج الماء في هذا الإناء ثم يشربه المريض, وينتفع بإذن الله عز وجل.
لقاءات الباب المفتوح
=================================
فتاوى نور على الدرب (نصية) للشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى:
السؤال: أحمد ن. ن من الرياض يعمل البعض الناس عملا وهو إنهم يكتبون بالقلم الحبر أو السائل البعض من الآيات القرآنية أو البعض من الأحاديث أو الأدعية علي ورقة ثم يضعونها بداخل كاس في إناء ويعطون هذا الماء لأي شخص مريض أو تعبان لكي يشربه الرجاء منكم توضيح هذا العمل هل هو جائز أم لا وجزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ؟
الجواب :
الشيخ: أولا يجب أن نعرف أن تلك الكتابة بهذا الحبر أو بالأقلام الناشفة على ورقة ثم توضع في إناء ويشربها المريض قد يكون في ذلك ضرر علي المريض لان تركيب هذا الحبر وهذه المادة الناشفة قد يكون فيه أشياء سامة تضر البدن لكن العلماء رحمهم الله قالوا إنه يكتب بالزعفران إما على ورقة ثم تلقى في الماء حتى يظهر أثر الزعفران علي الماء وأما في إناء نظيف يكتب فيه آيات من القران ثم يصب فيه الماء ويمزج ثم يشربه المريض هذا الذي كان يفعله السلف الصالح ولا بأس باستعماله وقد جربه بعض الناس فانتفعوا به وأما بالنسبة للأقلام وبالنسبة للحبر لا ينبغي أبدا أن يستعملها الإنسان في هذه المسألة لأننا لا ندري ما هي مركبات هذا الحبر سواء ناشفا أو سائلا.
السؤال : ما حكم الشرع في كتابة آيات من القرآن أو اسم من أسماء الله الحسنى ومحوها بالماء وشربها بقصد الشفاء من مرض أو جلب منفعة؟
نص الفتوى : الحمد لله ينبغي للذي يعالج المرضى بالقرآن أن يقرآ على المريض مباشرة بأن يرقيه بالقراءة بأن يقرأ القرآن، وينفث على المريض مباشرة، هذا أنفع وأحسن وأكمل، وهذا الذي كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم [انظر "صحيح الإمام البخاري" (7/24، 25)، من حديث أبي قتادة وعائشة وأبي سعيد رضي الله عنهم.] وكان السلف يفعلونه، ويجوز أن يقرأ في ماء ويسقى للمريض أيضًا، وبذلك ورد بعض الأحاديث ويجوز، أمّا أن يكتب القرآن على شيء طاهر كصحن أو ورق بشيء طاهر ويغسل المكتوب ويسقى للمريض فقد رخص فيه بعض السلف مثل الإمام أحمد بن حنبل [انظر "المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد" (2/112، 114).] وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموعة الفتاوى" [انظر "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (19/64، 65).] وذكره العلامة ابن القيم أيضًا في "زاد المعاد" [انظر "زاد المعاد" لابن القيم (4/170، 171)، وانظر "شرح السنة" للإمام البغوي (12/116).] وأنه شيء معروف عن بعض السلف، وتركه أحسن للاقتصار على ما ورد. والله أعلم. الشيخ صالح الفوزان
نص السؤال :
أنا أكتب المحو للمرضى فهل يجوز أن أكتب لهم آيات من القرآن الكريم فيشربه المريض أم لا؟
نص الفتوى :
الحمد لله الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم الرقية على المريض بأن يقرأ عليه مباشرة وينفث على جسمه، هذه هي الرقية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم [انظر "صحيح الإمام البخاري" (7/22، 24، 25) من حديث عائشة رضي الله عنها.]. وكذلك يعوذه بما عوذ به النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول: "أعيذك بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شرِّ كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا جرمنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك" [انظر مثلاً "صحيح الإمام البخاري" (7/24-26)، و"صحيح الإمام مسلم" (4/1718، 1719، 1724، 1728)، وغيرهما من كتب السنن.]، ونحو ذلك من الأدعية الشرعية الواردة التي يرقى بها المريض.
أما كتاب القرآن الكريم بأوراق أو بصحون أو أواني ثم تغسل ويشرب المريض محوها، فهذا أجازه بعض أهل العلم ويعتبرونه داخلاً في الرقية. لكن الأولى ما ذكرنا، وهو أن يرقى المريض مباشرة إما بأن يقرأ عليه، أو بأن يقرأ في ماء ويشربه المريض. كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا هو الأولى اقتصارًا على ما ورد به الدليل. والله أعلم.
الشيخ صالح الفوزان
الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك
كتابة الآيات بالزعفران في صحن أو ورق ثم غسلها وشربها
السؤال:ما حكم كتابة ماء الزعفران على صحن بآيات من القرآن الكريم ثم غسله بالماء وشربه ؟ وما حكم كتابتي للآيات بماء الزعفران على ورق ثم وضعها في الماء ثم شربها ؟
الجواب :الحمد لله لا حرج فيما ذكرت من كتابة آيات من القرآن في صحن أو ورق بمادة طاهرة غير مضرة كالزعفران أو ماء الورد ، ثم شرب هذا الماء أو وضعه على موضع الألم ، لورود ذلك عن جماعة من السلف .قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/170) عن الرقية من العَيْن :"ورأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة ، ويُذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثرٌ من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع" انتهى .
وسئل الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : هل يجوز أن يكتب للمريض بعض آيات قرآنية في إناء يغسله ثم يشربه ؟
فأجاب : " لا يظهر في جواز ذلك بأس . وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن جماعة من السلف رأوا أن يكتب للمريض الآيات من القرآن ثم يشربها " انتهى من "فتاوى الشيخ محمد إبراهيم" (1/94) .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/97) : " وقراءة القرآن أو السنة على المريض مباشرة بالنفث عليه ثابتة بالسنة المطهرة من رقية الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولبعض أصحابه ، أما كتابة الآيات بماء الورد والزعفران ونحو ذلك ثم غمرها في الماء وشربها ، أو القراءة على العسل واللبن ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية- فلا بأس به ، وعليه عمل السلف الصالح " انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك ، وقد فعله كثير من سلف الأمة ، كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره ، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة " انتهى من "فتاوى إسلامية" (1/30) .
رقم الفتوى : 49484 تاريخ الفتوى : 14 ربيع الثاني 1425
================================
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فسؤالي عن صحة كتابة آية الكرسي أو سورة من القرآن على ورق ثم وضعها في الماء وشربه .
1- هل هذا العمل مشروع ؟
2- وإذا كان مشروعا فهل هناك سور أو آيات محددة ورد بها الدليل ؟
3- وهل يمكن فعل ذلك بغير القرآن مثل الأدعية ، وهل هناك أدعية معينة واردة في السنة تذاب في الماء بهذه الطريقة؟
أرجو توضيح المسألة والتفصيل فيها حتى يتم التفريق بين السنة والبدعة ، وجزاكم الله خيرا
إذا كان هناك مرجع لمثل هذا الموضوع يمكن الوصول إليه عبر الانترنت فأرجو أن تدلوني عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكتابة آيات من القرآن على ورق أو لوح أو طبق أو إناء، وغسله بالماء وشرب المريض لتلك الغسلة يستشفي بها هذا مما اختلف أهل العلم في جوازه، فالبعض رأى أنها بدعة، قال ابن العربي في عارضة الأحوذي: وهي بدعة من الشيطان.انتهى.
لكن قد أجازها بعض السلف، وروي فيها حديث موقوف عن ابن عباس، قال ابن القيم في زاد المعاد: ورأى جماعة من السلف أن تكتب الآيات من القرآن ثم يشربها، وذكر ذلك عن مجاهد، وأبى قلابة. انتهى.
وقال النووي في المجموع شرح المهذب في المجلد الثاني: لو كتب القرآن في إناء ثم غسله وسقاه المريض، فقال الحسن البصري، ومجاهد، وأبو قلابه، والأوزاعي: لا بأس به، وكرهه النخعي.
قال: ومقتضى مذهبنا أنه لا بأس به، فقد قال القاضي حسين، والبغوي، وغيرهما: لو كتب قرآنا على حلوى وطعام، فلا بأس بأكله. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 190/ص 64: ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئاً من كتاب الله وذكره بالمداد المباح، ويغسل ويسقى، كما نص على ذلك أحمد وغيره.
قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبى حدثنا... عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب: بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) [النازعات: 46].
(كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) [الأحقاف: 35].
قال أبي: حدثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه وقال: يكتب في إناء نظيف فيسقى.
قال أبي: وزاد فيه وكيع فتسقى وينضح ما دون سرتها.
قال عبد الله: رأيت أبي يكتب للمرأة في جام أو شيء نظيف. انتهى.
وقد تعرضت اللجنة الدائمة للافتاء في السعودية لهذه المسألة في عدة فتاوى، فرأت أن الأولى تركها، في فتوى رقم 6779، ورقم 1257، وأجازتها في فتوى رقم 143، ورقم 1515، وعليه فلا نرى بأساً في فعل ذلك، بشرط أن يكتب القرآن بمداد طاهر، وعلى شيء طاهر، ويحذر مما يقع فيه بعض الجهال من كتابة القرآن بالدم، لأنه نجس، ولا يجوز تعريض كتاب الله وآياته لمثل هذا.
قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: وكان الشيخ تقي الدين -أي ابن تيمية رحمه الله-يكتب على جبهة الراعف: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر).
قال: ولا يجوز كتابتها بدم كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس فلا يجوز أن يكتب به كلام الله. انتهى.
وأيضا الأولى لمن يفعل ذلك أن يشربه ولا يغتسل به، فقد روي عن الإمام أحمد كراهة الاغتسال به، قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: قال الخلال: إنما كره الغسل به لأن العادة أن ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش، فوجب أن ينزه ماء القرآن من ذلك، ولا يكره شربه لما فيه من الاستشفاء. انتهى.
وأيضا يشترط أن يكون المكتوب آيات من القرآن، أو من ذكر الله، أو دعائه بكلام مفهوم.
أما الطلاسم وما لا يفهم معناه وما احتوى على تعاويذ شركية، فلا يجوز كتابته.
لما أخرجه مسلم وأبو داود عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
قال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على جواز الرقى والتطبيب بما لا ضرر فيه، ولا منع من جهة الشرع، وإن كان بغير أسماء الله وكلامه، لكن إذا كان مفهوماً، لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك. انتهى.
ولم يأت دليل صحيح في تحديد السور، أو الآيات أو الأذكار التي تكتب، إلا ما ورد عن ابن عباس المذكور -سابقاً- وقد أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، وفيه مقال. ويمكن الرجوع إلى المراجع التي أشير إليها في هذه الفتوى للاستزادة. والله أعلم.