1)- عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا : كان رسول الله إذا أتى المريض فدعا له ، وفي رواية يعوذ بعضهم بمسحه بيمينه ويقول :
( أذهب الباس 0 رب الناس 0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما )
( متفق عليه )
قال المناوي : ( " مذهب الباس " شدة المرض " رب الناس " أي الذي رباهم بإحسانه وعاد عليهم بفضله وحذف حرف النداء إشهارا بما له من القرب لأنه في حضرة المراقبة " اشف " أبرئ " أنت " لا غيرك " الشافي " المداوي من المرض المبرئ " ، لا شفاء إلا شفاؤك " وفي رواية " لا شافي إلا أنت " فيه أن كل ما يقع في التداوي إنما ينجع بتقدير الله ، " لا يغادر " لا يترك وفائدته أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر ، " سقما " مرضا ولا يشكل الدعاء بالشفاء مع أن المرض كفارة لأن الدعاء عبادة ، ولا ينافي الثواب والكفارة لحصولهما بأول المرض وبالصبر عليه ، والداعي ما يحصل له مطلوبه أو يعوضه )( فيض القدير - باختصار - 2 / 150 - 151 ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا ) ( فتح الباري - 10 / 126 ) 0
وقال أيضا : ( " أنت الشافي " يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين : أحدهما أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصا ، والثاني أن يكون له أصل في القرآن وهذا من ذاك ، فإن في القرآن : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " سورة الشعراء – الآية 80 " ) ( فتح الباري - 10 / 207 ) 0
قال النووي : ( قولها كان رسول الله إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 ) 0
قال ابن القيم : ( في هذه الرقية توسل إلى الله بكمال ربوبيته ، وكمال رحمته بالشفاء ، وأنه وحده الشافي ، وأنه لا شفاء إلا شفاؤه ، فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته ) ( زاد المعاد - 4 / 188 ) 0
2)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي بهذه الرقية : أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا انت )
( متفق عليه )
3)- عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه قال : أتاني رسول الله وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال :
( امسح بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه ، من شر ما أجد 0 قال : ففعلت فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم ( 2202 ) واللفظ بنحوه )
قال المباركفوري : ( قوله " قال أتاني رسول الله وبي وجع قد كاد يهلكني " ولمسلم وغيره من رواية الزهري عن نافع عن عثمان أنه شكا إلى رسول الله وجعا يجده في جسده منذ أسلم " امسح " أي موضع الوجع " بيمينك سبع مرات " 0 وفي رواية مسلم : فقال له ضع يديك على الذي يألم من جسدك 0 وللطبراني والحاكم : ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات " وقل أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد " وفي رواية مسلم : وقل بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 0 وللترمذي في الدعوات وحسنه والحاكم وصححه عن محمد بن سالم قال : قال لي ثابت البناني : يا محمد إذا اشتكيت فضع يديك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ، قال فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله حدثه بذلك " قال " أي عثمان " ففعلت " أي ما قال لي " فأذهب الله ما كان بـي " أي من الوجع " فلم ازل آمر به أهلي وغيرهم " لأنه من الأدوية الإلهية والطب النبوي ، لما فيه من ذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته ، وتكراره يكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة ، وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها ) ( تحفة الأحوذي - 6 / 211 - 212 ) 0
قال النووي : ( ومقصوده أنه يستحب وضع يده على موضع الألم ، ويأتي بالدعاء المذكور 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 357 ) 0
4)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي )
( صحيح الجامع 5766 )
عن ابن عباس – رضي الله عنه – انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك ويشفيك )
( حديث صحيح المحدث : محمد جار الله الصعدي - النوافح العطرة - برقم 42 )
5)- عن أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – انه قال :
( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 40 ) - برقم 2186 )
يقول النووي - رحمه الله - : ( ففي هذا الحديث توكيد الرقية والدعاء وتكريره وقول الرسول " من شر كل نفس " ، قيل : يحتمل أن المراد العين ، فإن النفس تطلق على العين ، وقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه ويشهد لذلك الرواية الأخرى " من شر كل ذي عين " فيكون قوله " أو عين حاسد " من باب التوكيد بلفظ مختلف أو شك من الراوي في لفظه والله أعلم )( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 342 ) 0
قال القرطبي : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 38 – نقلا عن المفهم للقرطبي مخطوط ( 2353 ) لوحة رقم 390 ) 0
6)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال :
( كان النبي يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأنبياء ( 10 ) - برقم 3371 )
قال المباركفوري : ( " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته 0
وقال : " التامة " قال الجزري : إنما وصف كلام الناس ، وقيل معنى التمام ههنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه انتهى 0
وقال : " الهامة " كل ذات سم يقتل والجمع هوام فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور 0 وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات كذا في النهاية 0
وقال : أي من عين تصيب بسوء ، ويقول هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحاق ، واسماعيل )( تحفة الأحوذي - 6 / 184 ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق0
قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي لا يستعيذ بمخلوق ، قوله : " وهامَّة " واحدة الهوام ذوات السموم ، وقيل : ما له سم يقتل ، فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام ، وقيل : كل نسمة تهم بسوء 0 قوله : " ومن كل عين لامة : قال الخطابي : المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل 0 وقال أبو عبيد : أصله من ألممت إلماماً ، وإنما قال : " لامة " لأنه أراد أنها ذات لمم )( فتح الباري - 6 / 410 ) 0
7)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :
( كان رسول الله إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحـه - كتـاب السلام ( 39 ) - برقم 2185 )